أنا فتاة عمري 16 سنة أدرس في الصف الثاني ثانوي أعاني من مشاعر كبت وكتمان فحين كنت في الخامسة من عمري استيقظت طوال الليل أبكي فضربني ابي بالعصا حتى كسرت يداي
كما أني خجولة جدا ولا أحب أن أعبر عن مشاعري فوالدي يمنعاننا حتى من أن نضحك او نبتسم أشعر دائما بنقص في نفسي وباني أقل من غيري أحب القراءة وأنا مثقفة لكني لا أرغب بتعبير عما بداخلي أريد أن أكون صاحبة شخصية جذابة فكيف أفعل ذلك؟
بسم الله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبة.. أما بعد:
أهلا وسهلا بك أختي الكريمة بموقع المستشار وأهنئك على أسلوب طرحك الرائع وعلى إدراكك لمشكلتك وهذا يدل على ثقافتك ومحاولتك لتطوير ذاتك.
وهذا جانب مهم جدا لتصلي إلى مبتغاك وتطوري شخصيتك كما تريدين.
أختي الكريمة أن العنف الأسري في مرحلة الطفولة له انعكاسات كبيرة في مرحلة المراهقة وخصوصا على جوانب الشخصية حيث ينمو الإنسان بشكل متواصل ومتلاحق عبر عدة مراحل نمائية وكل مرحلة تعتمد بشكل كبير على المرحلة اللاحقة وتؤثر بالمرحلة التي تليها ومراحل التطور الإنساني مختلفة ولكن معتمدة على بعضها البعض بشكل كبير وعميق فلا يمكن الفصل بين تأثيرات مرحلة الطفولة على مرحلة المراهقة.
ومن تأثيرات العنف في مرحلة الطفولة على مرحلة المراهقة ما يلي:
1) الجسدي: حيث يكون المراهق عرضة أكثر للمشاكل النفس جسمية قرحة معدة، صداع، اضطرابات معوية، سرعة في ضربات القلب، وتختلف الأعراض الجسدية من شخص إلى آخر حسب مفهوم الفروق الفردية.
2) الذهني والمعرفي: تدور الأفكار حول المواضيع التي تعرض لها المراهق في طفولته وإذا تم كبتها تظهر بشكل أخر مثل التشتت السريع وقلة التركيز والانتباه أحلام اليقظة بشكل دائم.
3) سلوكيا: يبدو سلوك الفرد شديد ومستفزا وغير منظم، وإذا لم ينجح في الموقف فغالبا ما ينسحب. أسلوب التعامل إما عدواني وانسحابي في معظم الأوقات.
4) اجتماعيا: تكون في علاقاتهم الاجتماعية نوع عالي من التوتر، قلقين ومنزعجين ويجبيون بردود مقتضبة ويظهرون الغضب والرفض تجاه الناس ويظهرون قدرا اقل من الحساسية للناس وانفعالاتهم تجاه الآخرين والتعاطف معهم.
5) أكاديميا: يظهر نوع من التشتت وعدم التركيز والانتباه، وتدني في التحصيل الأكاديمي.
6) نفسيا: على مستوى الطفل تكون هناك ردود فعل دورية مثل الصدمة الإحساس بالواقع تجمد العواطف أو تفجيرها انتباه وتيقظ شديد انعكاساتها في مرحلة المراهقة:الخوف والقلق.
أما بالنسبة للانطوائية فهذه شخصية متقوقعة ومنطوية على نفسها وفي أكثر الأحيان تعيش في عالمها الخاص بطبيعتها حتى إن كان معها شيء من الايجابية.
فهي تقع في دائرتها أو مبدعة فإبداعها مطعمة بصفاتها لذلك فهي عائقة في طريق تقدمها0
وقد يكون من الأسباب التي تؤثر في تقدير الذات والانطوائية هو العنف في مرحلة الطفولة وقمع الطفل وعدم دعمه وتشجيعه.
أما العلاج والطريقة للتخلص من الانطوائية وتنمية الثقة بالنفس وتقدير الذات فأنصحك أختي الكريمة بالقراءة والبحث في طرق وأساليب تنمية الثقة بالنفس وتقدير الذات وحضور المحاضرات في هذا الجانب واذكر لك بعض الجوانب المهمة وهي كثيرة ومنها:
- محاولة الذوبان والانصهار في الدائرة الاجتماعية.
- عدم الإلحاح في دفعك للاختلاط إلا باقتناعك.
- مساعدتك بروية لاكتساب مهارات تخرجك من عالمك الخاص
- محاولة توضيح ايجابيتك
- اختيار الوظائف والأعمال التي تناسبك لاستثمار جهودك
وأؤكد على جانب العلاقات الاجتماعية والمشاركة في الأنشطة وإبراز الرئي وعدم التردد في المواقف.
وكل ذلك يكون بالممارسة والمحاولات وعدم اليائس والخوف.
أختي الكريمة..
أسأل الله العلي العظيم أن يفرج همك.هذا والله اعلم والحمد لله رب العالمين.
الكاتب: أ. فايز بن عبدالله الأسمري
المصدر: موقع المستشار